هل مادة الفلسفة قابلة للتدريس؟

التصنيف

 


هل مادة الفلسفة قابلة للتدريس؟


 

أعتقد أن البعض من مدرسي مادة الفلسفة ينتقدون بل يرفضون تدريس الفلسفة من خلال تحويلها ديداكتيكيا بغية جعلها قابلة للتدريس، وفق أطر مرجعية ملزمة ،حجتهم في ذلك أن التحويل الديداكتيكي للفلسفة يشوهها ويُفقدها روحها العصية على تدريسها.أزعم أن هذا الموقف ينم عن نفاق ونشاز ،بدليل أن كثيرا من الفلاسفة قاموا بتدريس الفلسفة .السؤال ما هو البديل الذي يقترحه رافضو تدريس الفلسفة،وكيف يُدرّسونها في فصولهم من دون اعتماد وسائل ديداكتيكية والالتزام بالأطر المرجعية الموحّدة التدريس أخذا بعين الاعتبار الامتحانات الاشهادية.الجابري،بنعبد العالي ،سالم يفوت،طه عبد الرحمان،كمال عبد اللطيف،نجيب بلدي،محمد الدكالي...كلهم درّسوا الفلسفة ووضعوا امتحانات ٱخر السنة،كتابية كانت أو شفوية.ومن العبث الصريح أن تدريس الفلسفة بالجامعة وتقييم الكتابات الفلسفية للطلبة لم يعتمد على وسائل ديداكتيكية وبيداغوجية.وهل بالفعل تتوفر الفلسفة على بيداغوجيتها الخاصة.وهل من الممكن الاستفادة من هذه البيداغوجية المُحايثة في المؤسسات التعليمية.
والحالة هذه،على رافضي مأسسة الفلسفة وتدريسها ، أن يصوروا في ٱشرطة كيف هو تدريسهم للفلسفة في الفصل من دون وسائل ديداكتيكية.هذا النشاز والنفاق يؤدي بنا الى مساءلة طبيعة حضور الفلسفة في المدارس العليا للأساتذة وكليات التربية ومراكز مهن التربية والتكوين.هل تكرر ما درسه الطلبة في شعبة الفلسفة بمختلف الكليات.إذن هل يمكن اقفال هذه المؤسسات التعليمية،وفتح أكاديموس على مقاس أفلاطون الذي أنشأ أكاديمية تصاحب الفلسفة لذاتها من دون تحقيق أية منفعة مادية من الفلسفة.وهل بالفعل احترم أفلاطون هذا الرهان من تدريس الفلسفة في أكاديميته ؟الحواب في كتابه "الجمهورية".ربما هناك اتفاق حول تفادي تضخيم "النزعة البيداغوجية" على حساب مقتضيات التفكير الفلسفي والتفلسف.أتخيل مدرسا لمادة الفلسفة يُقدم على تعليم الفلسفة في مكان ما ليس له وظيفة مؤسسية،ويصاحب مع محبي الفلسفة ،الفلسفة لذاتها باعتبارها شكل من أشكال التفكير البشري غير القابل للدكتكية والبيدغجية.
شاركها على حسابك في :

مدرس مادة الفلسفة مُتقاعد .

مواضيع ذات الصلة: