اليوم العالمي للحب في الميزان.
من القصور الشائع في عيد الحب أو يومه
العالمي!!!!!!،السكوت عن نقيض الحب الموضوعي وهو ملازم وجوديا لغياب الحب،إذ
لايتعلق الأمر بحضور الحب بل بغيابه أيضا، ومن ثمة لا يمكن تملك الحب إلا من خلال
الوعي أيضا بنقيضه باعتباره حبا للحقيقة حتى ولو كانت ضارة وجارحة،وحبا لحرية
التعبير وقول الصدق مهما كان صادما. وفاء للحس النقدي أقول :أنا لا أحب الصهيوني
مما يعني أنني أكرهه كرها موضوعيا وليس ذاتيا أو انفعاليا. وكرهي له يعبر عن حبي
للفلسطيني ومنخلالها كل الشعوب التي ترزخ تحت الاحتلال المباشر وغير المباشر
مايفسر غياب الحب بيني وبينه وكُرهي له يتأسس على حبي للفلسطيني وقس على ذلك..ولا
أحب تجار الدين ولا أحب تجار التفاهة ولا أحب الانتهازيين ولا أحب المنافقين.ولا
أحب من لا يقومون بواجبهم وهذا تعبير عن حبي لما نفقده ويحضر نقيضه ويذكرنا بمأساة
أفول الحب بحضور نقيضه.....رجاء ارحموا الحب من المجاملات. لست هنا نتشويا لأقول
بأن مفاهيم الحب والتسامح والتضامن والتعايش....هي مفاهيم الضعفاء في مواجهة غطرسة
الأقوياء.
من المدهش وجود الحب حتى في الاحساس بالكره باعتبار هذا
الأخير نقيض الحب.
من هذا المنطلق أفهم كره السوفسطائيين وأفلاطون وأرسطو ..لعوام
الناس من العبيد حصريا ،القاسم المشترك بينهم قولهم" العدالة الحقيقية هي
إعطاء الأكبر أكثر والاصغر أقل ،إعطاء كل واحد بنسبة غنى طبيعته أو فقرها،وعلى هذه
المساواة !!!!! يجب أن تبنى مدينتنا."
قد يبدو هذا الموقف مقبولا في مجتمع عبودي لا يحب فيه
المواطنون الأحرار بشرا يسمونهم "عبيدا "ويتعاملون معهم كآلات
وحيوانات...وربما انتظرنا اللحظة الهجلية التي خلصت إلى واقع المغايرة بعد جدلية السيد
والعبد وتبادل الاعتراف بينهما،إعتراف يمهد للقبول والتعاون حتى لا أقول حبا.
أتساءل إذا كان هناك فرق بين الحرية والتحرر باعتبار الأولى مثلا أعلى في سماء
المعقولات بينما الثاني ممارسة وأجرأة للمثال،فهل الأمر لا يتعلق بالحب بل بالتحبب
للذات وللآخر،أقصد أجرأة مثالية الحب بقدر الاستطاعة وأرضنتها بالتدرج والذي لا
يكتمل كما فعل التحرر مادام الإنسان من طبعه تلازم التناقضات في ذاته وأكثرها جدية
الوعي اللاوعي.فمن منا يستطيع إقناع الهو بالحب كما يسعى إليه الانا مع أخذه بعين
الاعتبار سلطة الانا الاعلى،.،ربما لو أقحمنا فرضية داروين لعصفنا بأوهام الحب
التي يتغنى به الكثيرون.فشيئا من الكره الموضوعي احتراما لإنسانيتنا.متى كان الحب
كان الكره لأنهما من طبيعة الإنسان.
0 التعليقات:
more_vert