مدخل إلى فهم فلسفة مدرسي الفلسفة.

التصنيف

 


مدخل إلى فهم فلسفة مدرسي الفلسفة.




1.هل معاشرة نصوص الفلاسفة وتدريسها كافية كي يكتسب المدرس فلسفة ما،أم مصاحبة المتون الفلسفية هي الطريق الصحيح نحو محبة الحكمة وليس الحكمة (الصوفيا)التي من اختصاص الالهة بتعبير أفلاطون؟

2. إلى أي حد أن الاكتفاء بمؤلفات تاريخ الفلسفة قد تساعد على تشرّب الفيلوصوفيا؟ ولكن هل مؤلفات فرانسوا شاتلي ويوسف كرم وعبد الرحمان بدوي كمثال،قادتهم إلى مرتبة الفلاسفة؟ بل حتى المتخصصون في ديداكتيكا الفلسفة من أمثال ميشال طوزي وفرانس رولان وفيليب ميريو... نسائل مدى ارتقائهم ،من خلال الطريق البيداغوجي إلى عالم الفيلوصوفيا؟

3.هناك من سافر من العلوم الانسانية إلى تخوم الفلسفة، وحصل العكس،السفر من العلوم الانسانية إلى الفلسفة،فهل هذا الترحال يعطي الحق في الانتماء إلى العائلة الفلسفية؟أضف أن مجال الادب هو الاخر أصابته العدوى الفلسفية،وهذه التجربة متجلية في بعض مؤلفات كافكا و ألبير كامو(الغريب)...و مسرحية" الابواب المغلقة" لسارتر؟

3. لنسائل مدرسي الفلسفة في الجامعة،ما حظهم من التفلسف كمدخل كانطي وصولا إلى الامتلاء الفلسفي الهيجيلي؟ معظم الفلاسفة عاشوا فلسفتهم بصدق في سلوكهم وطريقة تفكيرهم.لكن بماذا نفسر أن مدرسي الفلسفة بالثانوي التأهيلي والجامعي لا تظهر على معظمهم المتلازمة الفلسفية كقناعة وليس كوظيفة؟وهذا يظهر جليا القطع من الفلسفة بعد سن التقاعد،بالرغم من أن الرواقية قالت لا سن للتفلسف،في المقابل اشترط أفلاطون سنا للرشد الكامل لولوج عالم الفيلوصوفيا.

4. بماذا نفسر ظاهرة أن عددا من مدرسي الفلسفة لا يؤلفون في الفلسفة ،بل يؤلفون في الشعر والقصة والفنون التشكيلية.....في حين من النادر أن تجد شاعرا أو روائيا يؤلف في الفلسفة كتخصص؟

وهناك مفارقة عجيلة تتمثل في أسناد تدريس مادة الفلسفة إلى متخصص في التربية الاسلامية أو الادب!!!!!!!!!

4.قد يقول قائل إن الحدود بين الفلسفة وغيرها من أشكال الوعي الانساني لم تعد قائمة،وبعد توقف نماذج الفلسفة النسقية التقليدية أصبحت الطريق مفتوحة للزواج المتعدد بين مختلف أشكال الوعي.أشكال لم تعد تسكن سماء المعقولات المتعالية،بل ركبت "بُراق" الجدل النازل لتعانق الواقع واليومي والحاضر ...وأصبحت التلفزة والتفاهة وكرة القدم والهندسة الوراثية والتخليق الجيني والاستنساخ والهاتف المحمول ومواقع التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي، والتطرف بأشكاله الدينية والسياسية والعرقية ...موضوعات وإشكالات تُغري التفكير الفلسفي وربما تقضّ مضجعه وهو يجاهد التوفيق بين عدته العقلانية أو الوجودية... التأملية وبين جعل التفكير الفلسفي بمشي على رجلية بين مختلف دروب الواقع الغنية بالمفارقات والمُغرية بالسؤال وصناعة مفاهيم جديدة قد تعطي للتفكير الفلسفي نفسا جديدا من الوجود بين زحمة المستجدات اللامنناهية.

في الختام أشفق على على العائلة الفلسفية وأصدقائها .في مواجهة سياق تاريخي تعددي يشبه أسطورة "جومانجي"،في كل مرحلة تخرج إلى الوجود كائنات غريبة أشهرها "روتيني يومي" الذي اكتسح الأخضر واليابس ،معلنا نمو تأخر لا ينتهي، في الوقت الذي من المفروض أن تساهم الثورة الرقمية في الارتقاء والنهضة.

الحصول الله يخرّج الطرح الفلسفي بسلام.

 


شاركها على حسابك في :

مدرس مادة الفلسفة مُتقاعد .

مواضيع ذات الصلة: